باب فى السعاية على الصدقة
حدثنا محمد بن إبراهيم الأسباطى حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « العامل على الصدقة بالحق كالغازى فى سبيل الله حتى يرجع إلى بيته ».
قوله : ( العامل على الصدقة بالحق ) متعلق بالعامل أي عملا بالصدق والصواب ، أو بالإخلاص والاحتساب ( كالغازي في سبيل الله ) أي في تحصيل بيت المال واستحقاق الثواب في تمشية أمر الدارين قاله القاري ( حتى يرجع ) أي العامل
قال ابن العربي في شرح الترمذي : وذلك أن الله ذو الفضل العظيم ، قال : من جهز فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا ، والعامل على الصدقة خليفة الغازي ؛ لأنه يجمع مال سبيل الله فهو غاز بعمله وهو غاز بنيته ، وقال -عليه السلام- : إن بالمدينة قوما ما سلكتم واديا ولا قطعتم شعبا إلا وهم معكم حبسهم العذر ، فكيف بمن حبسه العمل للغازي وخلافته وجمع ماله الذي ينفقه في سبيل الله . وكما لا بد من الغزو فلا بد من جمع المال الذي يغزو به ، فهما شريكان في النية شريكان في العمل ، فوجب أن يشتركا في الأجر ، انتهى ( حديث رافع بن خديج حديث حسن ) وأخرجه أبو داود
قوله : ( ويزيد بن عياض ضعيف عند أهل الحديث ) قال الحافظ في التقريب : كذبه مالك وغيره
قوله : ( وحديث محمد بن إسحاق أصح ) ومحمد بن إسحاق ، ثقة قد اعترف به العلماء المالكية والحنفية أيضا . قال ابن العربي في عارضة الأحوذي : محمد بن إسحاق ثقة إمام انتهى . قلت : وقد وثقه العلامة ابن الهمام في فتح القدير . وقال العيني في شرح البخاري : ابن إسحاق من الثقات الكبار عند الجمهور ، انتهى