باب فى الشهيد يشفع
حدثنا أحمد بن صالح حدثنا يحيى بن حسان حدثنا الوليد بن رباح الذمارى حدثنى عمى : نمران بن عتبة الذمارى قال : دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام فقالت : أبشروا فإنى سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : « يشفع الشهيد فى سبعين من أهل بيته ». قال أبو داود : صوابه رباح بن الوليد.
الشَّهادةُ في سبيلِ اللهِ شأنُها عظيمٌ، والشَّهيدُ كذلك؛ فقد ضحَّى بنَفسِه ورُوحِه من أجلِ رِفْعةِ كَلمةِ اللهِ ودِينِه وشَرائعِه
وفي هذا الحديثِ يقولُ نِمْرانُ بنُ عُتبةَ الذِّمَاريُّ: "دخَلْنا على أمِّ الدَّرداءِ ونحنُ أيتامٌ"، وقد مات أبوهم في الحَربِ في سبيلِ اللهِ والجهادِ، فقالتْ لهم أمُّ الدَّرداءِ: "أبشِروا؛ فإنِّي سمعتُ أبا الدَّرداءِ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: يَشْفَعُ"، أي: يُعْطَى الشَّفاعةَ يومَ القيامةِ، "في سَبْعينَ مِن أهلِ بيتِه"، أي: مِن أصولِه وفُروعِه وزوجاتِه وغيرِهم، وقيل: إنَّ المرادَ بالعددِ هنا الكَثرةُ لا التَّحديدُ، وهذه بُشْرى عَظيمةٌ للتَّصبيرِ والتَّعزيةِ لفَقْدِ أبيهم؛ فهذا تعويضٌ مِن اللهِ لأهلِ الشَّهيدِ؛ حتَّى لا يَجزَعوا، بل يَصبِروا ويَفرَحوا
وفي الحديثِ: بيانُ مَنقَبةِ الشُّهداءِ وكَرامتِهم عندَ اللهِ
وفيه: فِقهُ أمِّ الدَّرداءِ رضِيَ اللهُ عنها، والحثُّ على إدخالِ السُّرورِ على اليَتامى