باب فى المذى
بطاقات دعوية
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبيدة بن حميد الحذاء عن الركين بن الربيع عن حصين بن قبيصة عن على - رضى الله عنه - قال كنت رجلا مذاء فجعلت أغتسل حتى تشقق ظهرى فذكرت ذلك للنبى -صلى الله عليه وسلم- - أو ذكر له - فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لا تفعل إذا رأيت المذى فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلاة فإذا فضخت الماء فاغتسل ».
الإسلام دين الرحمة والشفقة بالناس واليسر عليهم، ومع ذلك هو أيضا دين النظافة، ومما يدل على ذلك تخفيفه على الناس ومراعاته لأحوالهم، حيث إنه فرق بين المني الغليظ والمذي الخفيف الذي يكثر نزوله عند بعض الناس
وفي هذا الحديث يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "كنت رجلا مذاء"، أي: كثيرا ما يخرج منه المذي، والمذي: ماء أبيض رقيق يخرج عند الملاعبة أو النظر بشهوة، أو التذكر، وأغلب ما يكون أنه يتقدم خروج المني أو يعقبه. وفي رواية أخرى عند أبي داود والنسائي وابن خزيمة بينت ما كان يلاقيه من المشقة، قال: "فجعلت أغتسل منه في الشتاء حتى تشقق ظهري"، "فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيت المذي"، أي: نزل منك المذي ولم تكن جنبا، "فاغسل ذكرك"، أي: نظف الذكر بالماء من آثار المذي، "وتوضأ وضوءك للصلاة"، أي: توضأ وضوءا كاملا، فاغسل أعضاءك مثل وضوء الصلاة، وفي هذا إشارة إلى أنه ليس في المذي اغتسال كامل كما في نزول المني والجنابة، "وإذا فضخت الماء"، أي: وإذا خرج وتدفق ماء المني، والفضخ: التدفق، "فاغتسل"، أي: فيجب الغسل الكامل لكل الجسم بتعميمه بالماء
وفي الحديث: بيان حرص الصحابة على استبيان مسائل الطهارة
وفيه: أن الوضوء يكفي للتطهر من ماء المذي، وليس فيه غسل