باب فى زيارة القبور
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فى زيارتها تذكرة ».
ذكر الموت وزيارة الموتى والقبور تذكر بالآخرة وبالنهاية المحتومة لكل إنسان، وذلك يحفز على عمل الخير والسعي فيه
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور"، وإنما كان نهي النبي عليه الصلاة والسلام لهم في أول الأمر؛ لقرب عهدهم بالجاهلية وما يفعلونه ويتكلمون به من أمور تخالف الإسلام؛ من تعظيم القبور، وغير ذلك، فلما استقر الإسلام في نفوسهم، ومحا آثار الجاهلية، وعلموا أحكام الشرع؛ أمرهم بزيارتها، فقال: "ألا فزوروها"، فنسخ حكم النهي إلى الإباحة والحث على الزيارة؛ "فإنها ترق القلب"، أي: تجعله يخضع ويخشع، "وتدمع العين"، أي: تبكيها، "وتذكر الآخرة"، أي: إن ثمرة الزيارة وعلة إباحتها أنها تذكر بمنازل الآخرة؛ من وعد ووعيد، وجنة ونار، "ولا تقولوا هجرا"، أي: كلاما قبيحا فاحشا
وفي الحديث: وقوع النسخ في السنة
وفيه: أن زيارة القبور تذكر بالموت وبالآخرة، وسبب في رقة القلب