باب فى صوم الثلاث من كل شهر
حدثنا محمد بن كثير حدثنا همام عن أنس أخى محمد عن ابن ملحان القيسى عن أبيه قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة.
قال وقال « هن كهيئة الدهر ».
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حَريصًا على إرشادِ أُمَّتِه لأبوابِ الخيرِ والفضلِ، وفَضائلِ الأعمالِ، ومِن هذا: أنَّه أوْصَى بصِيامِ بعضِ الأيَّامِ كلَّ شهرٍ، ورغَّب في ذلك وبَيَّن ثوابَه؛ ترغيبًا وتعليمًا لأمَّتِه
وفي هذا الحديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "كان يَأمُرُ بصيامِ البِيضِ"، أي: بصِيامِ أيَّامِ اللَّيالي البِيضِ الَّتي يَكونُ القمَرُ فيها مُنيرًا ومُكتمِلًا مِن المغرِبِ إلى الصُّبحِ، "ثلاثَ عَشْرةَ، وأربعَ عشْرةَ، وخمْسَ عشرةَ"، ويقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هو كصَومِ الدَّهرِ، أو كهَيئةِ صومِ الدَّهرِ"، أي: مِثلُ صِيامِ السَّنةِ كلِّها، وتَصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]؛ فاليومُ بعشَرةِ أيَّامٍ، فمَن صامَ ثلاثةَ أيَّامٍ فكأنَّه صامَ الشَّهرَ كلَّه، ومَن داوَمَ عليها في كلِّ شهرٍ فكأنَّه صامَ السَّنَةَ كلَّها، ومَن داوَم عليها سِنِي عُمرِه، فكأنَّه صامَ دهرَه وعُمرَه كلَّه
وفي الحديثِ: الحثُّ على صيامِ الأيَّامِ المقْمِرةِ مِن كلِّ شهرٍ هجريٍّ، وبيانُ فضلِها
وفيه: بيانُ فَضلِ اللهِ عزَّ وجلَّ وأنَّه يُعطي الكثيرَ مِن الأجرِ على القَليلِ من العَملِ