باب فى قيام شهر رمضان.
حدثنا نصر بن على وداود بن أمية أن سفيان أخبرهم عن أبى يعفور - وقال داود عن ابن عبيد بن نسطاس - عن أبى الضحى عن مسروق عن عائشة أن النبى -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل العشر أحيا الليل وشد المئزر وأيقظ أهله. قال أبو داود وأبو يعفور اسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس
العشر الأواخر من رمضان هي خير ليالي السنة؛ فيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، كما أخبر الله عز وجل في منزل كتابه؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد جدا في عبادة ربه سبحانه في هذه الليالي، ويحث أهله على ذلك
وفي هذا الحديث تبين عائشة رضي الله عنها حال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر من اجتهاده في العبادة وحث أهله عليها، فتقول: «كان إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان» ويكون بداية تلك العشر من ليلة الحادي والعشرين، «شد مئزره»، وهو ما يلبس من الثياب أسفل البدن، وهذا إشارة إلى اعتزال النساء في الفراش وعدم مجامعتهن، أو يحتمل أن تريد به الجد في العبادة؛ فإنه يقال: شددت في هذا الأمر مئزري، بمعنى: تشمرت له وتفرغت، «وأحيا ليله»، بالسهر للعبادة، «وأيقظ أهله»؛ ليصلوا من الليل، وهذا من تشجيع الرجل أهله على أداء النوافل والعبادات، وتحصيل خير تلك الأيام
وفي الحديث: أن اغتنام أوقات الفضل يحتاج إلى عزم وصبر ومجاهدة للنفس