باب فى نفل السرية تخرج من العسكر
حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب حدثنا حيى عن أبى عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوم بدر فى ثلاثمائة وخمسة عشر فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم إنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأشبعهم ». ففتح الله له يوم بدر فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا.
النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو إلى الإسلام بالموعظة الحسنة، فمن الناس من عارض هذه الدعوة وحاربها؛ فشرع الله عز وجل قتالهم لذلك
في هذا الحديث يحكي عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "خرج يوم بدر" يريد عير أبي سفيان حين قدومها بتجارة من الشام، "في ثلاث مئة وخمسة عشر" رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنهم حفاة"، جمع حاف؛ وهو المشي بلا نعل، والمراد به هنا: المشي على الأقدام بغير مركوب، "فاحملهم"، أي: أعطهم من الدواب ما تحملهم عليه، "اللهم إنهم عراة" جمع عار، "فاكسهم"، أي: فأعطهم الكسوة، "اللهم إنهم جياع" جمع جائع، "فأشبعهم"، أي: فأعطهم من الطعام ما يشبعون به، "ففتح الله له" بأن أمكنهم من المشركين، فقتلوا سبعين وأسروا سبعين يوم غزوة بدر، "فانقلبوا"، أي: رجعوا بعد الفتح، "حين انقلبوا" حين رجعوا إلى المدينة، "وما منهم رجل" ممن خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم، "إلا وقد رجع بجمل أو جملين "واكتسوا"، أي: أصابوا كسوة، "وشبعوا"، بأن رزقهم الله من المال ما يسد حاجتهم، وأزيد من ذلك من غنائم أعدائهم فصدق الله في قوله: {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} [النساء: 19] كما أخبر عنهم بقوله: {وإن فريقا من المؤمنين لكارهون} [الأنفال: 5]
وفي الحديث: الدعاء والتوجه إلى الله في الشدائد والملمات
وفيه: أن الصبر على ما تكره فيه خير كثير