باب ما يقول إذا سمع المؤذن
حدثنا ابن السرح، ومحمد بن سلمة، قالا: حدثنا ابن وهب، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن يعني الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، أن رجلا، قال: يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه»
الأذان شعيرة إسلامية جليلة، وقد كرم الله تعالى المؤذنين فجعلهم أطول الناس أعناقا يوم القيامة، وفضلهم بالأجر العظيم الذي جعل الصحابة رضي الله عنهم يتطلعون إلى ذلك الفضل
وفي هذا الحديث يحكي الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "إن المؤذنين"، وهم الذين يرفعون الأذان للصلوات وينادون بها، "يفضلوننا"، أي: يفضلون علينا بأجر الأذان وثوابه، ويسبقوننا في الفضل؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "قل كما يقولون"، أي: إذا أردت أن تلحقهم في الأجر والثواب فردد وراء المؤذن إذا نادى للصلاة؛ فبذلك تأخذ أجرا مثل أجرهم، وتكون معهم في الفضل والثواب، "فإذا انتهيت"، أي: فإذا فرغت من الترديد وراء المؤذن، "فسل"، أي: فاسأل الله ما تشاء بالدعاء، "تعطه"، أي: يعطك الله ما تسأل، ويستجب لك دعاءك
وفي الحديث: عظم فضل المؤذنين
وفيه: الحث على الترديد وراء المؤذن
وفيه: أن الدعاء عقب الفراغ من الأذان مستجاب