باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها
بطاقات دعوية
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة وزاد في رواية أخرى وهو وتر يحب الوتر
أسماء الله الحسنى هي أسماء مدح وحمد، وثناء وتمجيد لله، وصفات كمال، ونعوت جلال، يدعى الله بها، وهي تقتضي المدح والثناء بنفسها، وهي حسنى يراد منها قصر كمال الحسن في أسماء الله سبحانه وتعالى
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لله تسعة وتسعين اسما، ثم أكد العدد بقوله: «مائة إلا واحدا»، وهذه الأسماء الحسنى لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وفي رواية في الصحيحين: «من أحصاها دخل الجنة» ثوابا على ذلك، ومعنى الحفظ والإحصاء: معرفتها وحفظها بصدره، ومعرفة معانيها ومقتضياتها، والعمل بهذه المقتضيات. وفي قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} [الأعراف: 180] إرشاد إلى دعاء الله وحده بتلك الأسماء العظيمة. ومن أسماء الله تعالى: (الله، الرحمن، الرحيم، الغفور، العزيز، القدير، السميع، البصير، البارئ...) إلى غير ذلك مما ثبت في القرآن الكريم والسنة الصحيحة.
ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله وتر، أي: واحد لا ند، ولا شبيه ولا شريك له، وأنه يحب الطاعات التي جعلها وترا، كالصلوات الخمس، والطواف سبعا، والوضوء ثلاثا، وغيرها، إلا أنه أشهر ما يطلق ويراد به صلاة الوتر، كما عند الترمذي من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: «الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة، ولكن سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن»، وهي الصلاة التي يختم بها المسلم قيام ليله وتكون بركعة أو ثلاث أو خمس، وهكذا على ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
وفي الحديث: إثبات المحبة لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته