باب في الأكل يوم الفطر قبل الخروج1
سنن الترمذى
حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن ثواب بن عتبة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي» وفي الباب عن علي، وأنس: «حديث بريدة بن حصيب الأسلمي حديث غريب» وقال محمد: «لا أعرف لثواب بن عتبة غير هذا الحديث» وقد استحب قوم من أهل العلم: أن لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم شيئا، ويستحب له أن يفطر على تمر، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يرجع "
لكلٍّ من العِيدينِ (الفِطر والأضحى) آدابُ، بيَّنها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وبين ما ينبَغي أن يُفعَلَ بهِما مِن دُخولِ وقتِهما حتَّى آخِرِ يومٍ، ومِن ذلك ما جاءَ في هذا الحديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان "لا يَخرُجُ"، أي: مِن بيتِه "يومَ الفِطْرِ"، أي: يومَ عيدِ الفطرِ "حتَّى يَطعَمَ"، أي: حتَّى يَأكُلَ شيئًا، وورَد أنَّه كان يأكُلُ شيئًا مِن تمرٍ، "ولا يَطعَمُ"، أي: لا يَأكُلُ شيئًا "يومَ الأضحى"، أي: يومَ عيدِ الأضحى، "حتَّى يصلِّيَ"، أي: يأكُلُ بعدَ صلاةِ العيدِ مِن أُضحيَّتِه؛ قيل: والحِكمةُ مِن ذلك: أنَّ أكْلَه يومَ الفِطْرِ ليُبيِّنَ للنَّاسِ إمكانيَّةَ الأكلِ مِن قبلِ صلاةِ العيدِ، فلا يَمتنِعوا مِن الأكلِ؛ وذلك لسَبقِ رمَضانَ له، بخِلافِ الأضحى، وقيل: أفطَر قبلَ الصَّلاةِ في الفِطرِ؛ لأنَّه قد سَبَقه رمَضانُ، وهو شَهرُ صومٍ؛ فكان منه ذلك إسراعًا في الاستجابةِ للطَّاعةِ، بخِلافِ الأضحى، فليس فيه معنى رمَضانَ، بل كان الأمرُ فيه أن يَأكُلَ مِن أُضحيَّتِه، فانتظَر لِيَبدَأَ بالطَّاعةِ المأمورِ بها فيه.