باب في التثاؤب في الصلاة وكظمه
بطاقات دعوية
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تثاوب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل. وفي رواية: فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل. (م 8/ 226
هَذا الحديثُ يُبيِّنُ ما يَنبَغي فِعلُه عندَ التَّثاؤبِ، حيثُ أَمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن تَثاءبَ بأنْ فتَحَ فَمَه بِسَببِ الكَسَلِ والِامتلاءِ ونَحو ذلكَ، فعليه أنْ يَضعَ يَدَه عَلى فَمِه فيُغلِقَه بها؛ وذلكَ لأنَّ الشَّيطانَ يَدخُلُ فيه إذا تَرَكه مَفتوحًا، فوَضْعُ اليدِ يَكونُ مانعًا مِن دُخولِه، ولئلَّا يَبلُغَ الشَّيطانُ مُرادَه مِن تَشويهِ صُورةِ الإنسانِ.
وعندَ البُخاريِّ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «التَّثاؤبُ مِن الشَّيطانِ، فإذا تَثاءبَ أحدُكم فلْيَرُدَّه ما استطاعَ؛ فإنَّ أحدَكم إذا قال: ها، ضَحِكَ الشَّيطانُ»، فجعَلَ التَّثاؤبَ مِن الشَّيطانِ كَراهةً له، ولأنَّ الشَّيطانَ هو الَّذي يَدْعو إلى إعطاءِ النَّفْسِ شَهوتَها، وإنَّما ضَحِكَ الشَّيطانُ منه؛ لأنَّهُ نالَ مَقْصودَه ورَأى ثَمرةَ تَحريضِه على كَثرةِ الأكْلِ والكسَلِ، وأيضًا فالتَّثاؤبُ يكونُ سَببًا للكسلِ عن الطَّاعةِ والحضورِ فيها، فلذلك نُسِب إلى الشَّيطانِ.