باب في فضائل الأنصار رضي الله عنهم 5
بطاقات دعوية
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استغفر للأنصار قال وأحسبه قال ولذراري الأنصار ولموالي الأنصار لا أشك فيه. (م 7/ 173 - 174
الأنصارُ هُم أهلُ المدينةِ المنوَّرةِ الَّذين استَقْبَلوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَن معه مِن المهاجِرِين، وكان لهم فَضلٌ وبَلاءٌ عَظيمٌ في حِفظِ الإسلامِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَعا لِلأنصارِ بالمغفِرةِ، وَلِذرارِيِّ الأنصارِ، أي أوْلادِهم، ولِمَوالي الأنصارِ، وهم: عبيدِهم وخدمِهم، وذلكَ لِمَا قاموا به مِن نُصرةِ الدِّينِ وإيواءِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَن معه حالَ شِدَّةِ الخوفِ والضِّيقِ والعُسْرةِ، وَحِمايتِهم له حتَّى بَلَّغَ أَوامِرَ ربِّه، وأظهَرَ الدِّينَ وأَسَّسَ قواعدَ الشَّريعةِ، فَعادَتْ مَآثرُهمُ الشَّريفةُ على أَبنائِهم وذُرِّيَّاتِهم.
والظَّاهرُ أنَّ بَرَكةَ هذا الدُّعاءِ مُمتدَّةٌ إلى أبناءِ الأنصارِ إلى يَومِ القِيامةِ جِيلًا بعْدَ جِيلٍ؛ مُبالَغةً منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في إكرامِ الأنصارِ، لا سيَّما إذا كانت نِيَّةُ الأولادِ فِعْلَ مِثالِ ما سبَقَ إليه الأجدادُ.
وقولُه: «قالَ: وأحْسِبُه قالَ: ولِذَرَارِيِّ الأنْصارِ، ولِمَوَالِي الأنْصارِ، لا أشُكُّ فيهِ» هذا مِن قَولِ إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ الرَّاوي عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه.
وفي الحديثِ: أنَّ الكريمَ لم يَرْضَ أنْ يَقْتصرَ بالإحسانِ على نُفوسِ القَومِ دونَ أنْ يَشْمَلَ ذَرارِيَّهُم ومَوالِيَهم، فيكونُ ذلك حينئذٍ إنعامًا صافيًا، وكرمًا سابغًا.
وفيه: فَضلٌ ومَنقبةٌ للأنصارِ.
وفيه: بَيانُ حبِّ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِلأنصارِ.