باب في منع العراق درهمها 2
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئا. (م 8/ 180)
يَبْتلي اللهُ سُبحانه عِبادَه بأنواعٍ مِن البَلايا، ومنها الابتلاءُ بالقَحطِ والجَفافِ وعدَمِ إنباتِ الأرضِ، وهذا كلُّه منْعٌ لأسبابِ الحياةِ، ويُؤدِّي في كَثيرٍ مِن الأحيانِ إلى فَناءِ كَثيرٍ مِن النَّاسِ، إلَّا أنْ يَتغمَّدَهم اللهُ برَحمتِه ويُنزِلَ المطَرَ ويُحْيِيَ به الأرضَ بعْدَ مَوتِها فتُنبِتَ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه «ليستِ السَّنَةُ» وهي القَحطُ والجَدبُ «ألَّا يَنزلَ المَطرُ، ولكنَّ السَّنَةَ أنْ تُمطَروا وتُمطَروا»، يَعني: المرَّةَ بعدَ الأُخرَى مطرًا كثيرًا، «ولا تُنبِتُ الأَرضُ شيئًا»؛ لإِمساكِه تَعالى لَها منَ الإِنباتِ، فرُبَّ مَطرٍ لا يَنبُتُ مِنه شيءٌ، فالقَحطُ الشَّديدُ لَيس بألَّا يَنزَلَ المطرُ، بلْ بأنْ يُمطَرَ ولا يَنبُتَ؛ وذلك لأنَّ حُصولَ الشِّدَّةِ بعدَ تَوقُّعِ الرَّخاءِ وظُهورِ أَسبابِه أشدُّ على النَّاسِ ممَّا إذا كانَ اليأسُ حاصلًا مِن أوَّلِ الأمرِ، وإنَّما كان هذا أحقَّ بالاسمِ؛ لأنَّه أمنَعُ مِن التَّصرُّفِ، وأضيقُ للحالِ، وأعدَمُ للقُوتِ، وأسرَعُ في الهلاكِ