باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله
بطاقات دعوية
حديث ابن عمر عن صفوان بن محرز المازني، قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر، آخذ بيده، إذ عرض رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره: فيقول: أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين
رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، ورحمته في الآخرة أضعاف ما جعله في الدنيا، وتكون لعباده المؤمنين، ولها صور متعددة، ومنها ستره سبحانه لعباده المؤمنين عند الحساب
وفي هذا الحديث يذكر التابعي صفوان بن محرز المازني أنه كان يسير مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما آخذا بيديه، إذ ظهر له رجل، وسأله عن النجوى، والنجوى هي إسرار الواحد بالكلام مع آخر على انفراد، والمراد بها هنا: ما يقع بين الله تعالى وبين عبده المؤمن يوم القيامة، وهو فضل من الله تعالى، حيث يذكر المعاصي للعبد سرا. فذكر ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله تعالى يدني المؤمن، أي: يقربه إليه يوم القيامة؛ ليكلمه ويعرض عليه ذنوبه فيما بينه وبينه، فيضع عليه كنفه، والكنف في اللغة: الستر والحرز والناحية، ويستره، أي: يستر عبده عن رؤية الخلق له؛ لئلا يفتضح أمامهم فيخزى، ويكلمه فيها سرا فيقول له: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيذكره بما فعله في الدنيا في لطف وخفاء، حتى إذا قرره بذلك واعترف بذنوبه، وتيقن أنه داخل النار لا محالة إلا أن يتداركه عفو الله؛ يقول الله عز وجل له: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم
أما الكافر والمنافق في عقيدته، فيقول الأشهاد -وهم الحاضرون من الملائكة والنبيين والجن والإنس-: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم} [هود: 18]، أي: هؤلاء الذين كفروا ونسبوا إلى الله ما لا يليق به من الشريك والولد والزوجة، وغير ذلك، {ألا لعنة الله على الظالمين}، أي: ألا سخط الله الدائم وإبعاده من رحمته، على المعتدين الذين وضعوا العبادة في غير موضعها
وفي الحديث: إثبات صفة الكلام لله عز وجل على ما يليق بجلاله