باب كتاب الزهد والرقائق
بطاقات دعوية
حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله
الآخرة هي الدار الباقية، والسعيد هو من أكثر من الأعمال الصالحة في دنياه؛ لتكون نجاة له في قبره ويوم تقوم الساعة، والشقي من ضيع دنياه في جمع المال، والانشغال بالأهل والأبناء فيما لا ينفع في الآخرة؛ فهذا كله يفارق الإنسان عند موته، ولا يبقى له سوى عمله
وفي هذا الحديث يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يتبع الميت إلى قبره ثلاثة، فيرجع اثنان منها إلى مكانهما، ويبقى معه واحد؛ يتبعه أهله حقيقة من ولده وأقاربه، وماله كرقيقه، فيرجع أهله وماله إذا انقضى أمر الحزن عليه، سواء أقاموا بعد الدفن أم لا، ويبقى عمله فيدخل معه القبر، ويحاسب عليه وحده، وفي هذا المعنى ترغيب وترهيب؛ ترغيب في أن يسعى الإنسان في دنياه لاكتساب كل عمل صالح يبقى له في قبره، وينفعه في آخرته، فيكون سببا لدخول الجنة، وترهيب وتخويف أن يأتي الإنسان الموت وقد فرط في الأعمال الصالحة، وأكثر من المعاصي والذنوب؛ فتكون سببا في عذابه
وفي الحديث: زوال الدنيا متمثلة في الأهل والمال، وبقاء العمل
وفيه: الحث على كثرة الأعمال الصالحة التي تبقى بعد الموت