باب لايدخل الجنة من لايأمن جاره بوائقه
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه
جاءت تَعاليمُ الإسلامِ تَدعو إلى ما فيه خَيرُ العِبادِ، والعَمَلِ على تآلُفِهم وتَرابُطِهم،
ومِن ذلك: الأمرُ بالإحسانِ إلى الجارِ، والجارُ هو القريبُ من الدَّارِ، سَواءٌ كان من الأقاربِ أو الغُرباءِ الأباعدِ، وسَواءٌ كان مُسلِمًا أو كافرًا.
وهذا الحديثُ من أشدِّ الأحاديثِ في عاقبةِ المُسيءِ إلى جيرانِه، فقد قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا يَدخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأمَنُ جارُه بَوائقَه» والبوائقُ: الظُّلمُ والجَورُ والتَّعدِّي، والمُرادُ: أنَّ المُسلِمَ يَمنَعُ أذاه وضَررَه عن جارِه، فالإيذاءُ للجارِ سَبَبٌ في مَنعِه من دُخولِ الجَنَّةِ، وهذا تَهديدٌ شَديدٌ ووَعيدٌ عَظيمٌ، وفي الصَّحيحَينِ عن عائشةَ رَضيَ اللهُ عَنهَا، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «ما زال يُوصِيني جِبريلُ بالجَارِ، حتَّى ظَنَنتُ أنَّه سيُوَرِّثُه».
وقولُه: «لا يَدخُلُ الجنَّةَ»، معناه أنَّه إذا كان مُسلِمًا وماتَ على التَّوحيدِ، فإنَّه لا يَدخُل الجَنَّة مع الدَّاخلين الأوَّلين، ولكنَّه يُمنَعُ من دُخولِها أوَّلًا حتى يُحاسَبَ، ثمَّ يَدخُلُ الجَنَّةَ؛ لأنَّه شَهِدَ بالتَّوحيدِ، إلَّا أن يَعفُوَ اللهُ عنه.
وفي الحديثِ: الزَّجرُ الشَّديدُ عن إيذاءِ الجيرانِ.
وفيه: أنَّ سوءَ المُعاملةِ سَبيلٌ إلى الهَلاكِ.