باب ما جاء فيمن ترك الجمعة من غير عذر 2
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو عامر، حدثنا زهير، عن أسيد بن أبي أسيد (ح)وحدثنا أحمد بن عيسى المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، عن ابن أبي ذئب، عن أسيد، عن عبد الله بن أبي قتادةعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة، طبع الله على قلبه" (1).
ليومِ الجُمُعَةِ وصلاتِها مكانةٌ عَظيمةٌ في الشَّرْعِ؛ فَقَدْ نَبَّهَ اللهُ سُبْحانَهُ وتعالى في كتابِهِ على أهمِّيَّةِ صلاةِ الجُمُعَةِ وخُطْبتِها، والسَّعيِ إليها وتَرْكِ كُلِّ ما يَشْغَلُ عنها، وزَجَرَ النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وبيَّن عِقابَ مَنِ اسْتمرَّ على تَرْكِها.
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: لم يُصلِّها لمُدَّةِ ثلاثةِ أسابيعَ، فهي مرَّةٌ في يومٍ مِنَ الأُسْبوعِ، "تهاونًا بها"، أي: تقليلًا مِنْ شأنِها ولعَدمِ الاكْتِراث بها، وتَرَكَها كَسَلًا دونَ عُذْرٍ يُبيحُ له تَرْكَها كمَرَضٍ ونَحوِهِ، "طَبَعَ اللهُ على قَلْبِهِ"، أي: أَغْلَقَ عليه من أبوابِ الخيرِ، فجُعِلَ كقَلْبِ المُنافِقِ، وقيل: يُصْبِحُ قَلْبُهُ قَلْبَ مُنافِقٍ.
وفي الحديثِ: الزجرُ الشَّديدُ عن ترْكِ صَلاةِ الجُمُعةِ لغيرِ عُذرٍ.