باب ما جاء في الإمام ينهض في الركعتين ناسيا1
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا ابن أبي ليلى، عن الشعبي، قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في الركعتين، فسبح به القوم وسبح بهم، فلما قضى صلاته سلم، ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس، ثم حدثهم: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل بهم مثل الذي فعل»، وفي الباب عن عقبة بن عامر، وسعد، وعبد الله ابن بحينة،: «حديث المغيرة بن شعبة قد روي من غير وجه عن المغيرة بن شعبة»،: «وقد تكلم بعض أهل العلم في ابن أبي ليلى من قبل حفظه»، قال أحمد: «لا يحتج بحديث ابن أبي ليلى». وقال محمد بن إسماعيل: «ابن أبي ليلى هو صدوق، ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئا»، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة، وروى سفيان، عن جابر، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة، «وجابر الجعفي قد ضعفه بعض أهل العلم؛ تركه يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهما»، " والعمل على هذا عند أهل العلم: على أن الرجل إذا قام في الركعتين مضى في صلاته وسجد سجدتين منهم من رأى قبل التسليم، ومنهم من رأى بعد التسليم، ومن رأى قبل التسليم فحديثه أصح لما روى الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة "
كان الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهُ علَيهم حَريصين على مُتابعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في كلِّ أفعالِه، وخاصَّةً صلاتَه صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، وعلَّموا مَن بعدَهم سُنَّةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عامرٌ الشَّعبيُّ: "صلَّى بِنا المغيرةُ بنُ شُعبةَ"، أي: كان إمامَهم، "فنهَض في الرَّكعتَين"، أي: قام للرَّكعةِ الثَّالثةِ ولم يَجلِسْ في التَّشهُّدِ الأوسَطِ، "فسبَّح به القومُ"، أي: قالوا: سُبحانَ اللهِ؛ تَنبيهًا له على ما فاته، ولِيَجلِسَ للتَّشهدِ، "وسبَّح بهم"، أي: وقال هو: سُبحانَ اللهِ، تَنبيهًا لهم لِيتَّبِعوه في قِيامِه هذا، وواصَل صلاتَه ولم يَرجِعْ إلى جِلْسةِ التَّشهُّدِ، "فلمَّا صلَّى بقيَّةَ صلاتِه"، أي: فلمَّا أتَمَّ أربَعَ ركَعاتٍ، "سلَّم"، أي: تَحلَّل مِن صَلاتِه، "ثمَّ سجَد سجدَتَي السَّهوِ وهو جالسٌ"، أي: فورَ تَسليمِه، ولم يَفصِلْ بينَ السَّجدتَينِ والتَّسليمِ بقيامٍ أو كلامٍ، "ثمَّ حدَّثَهم أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم فعَل بهم مِثلَ الَّذي فعَل"، أي: إنَّ ما فعَله هو سُنَّةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم للإمامِ الَّذي نَسِي جِلسةَ التَّشهُّدِ؛ فإنَّه لا يَرجِعُ لها، بل يُواصِلُ صَلاتَه ويَسجُدُ للتَّشهُّدِ سجدَتَي سَهوٍ بعدَ التَّسليمِ.