باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث، عن المستورد، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم، وفي سجوده، سبحان ربي الأعلى»، وما أتى على آية رحمة إلا وقف وسأل، وما أتى على آية عذاب إلا وقف وتعوذ. وهذا حديث حسن صحيح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يتَدبَّرُ آياتِ القرآنِ الكريمِ في صَلاتِه ويَتأثَّر بها وهو في الصَّلاةِ، وفي هذا الحديثِ يَحكي حُذيفةُ بنُ اليَمانِ رَضِي اللهُ عَنْه "أنَّه صلَّى مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم فكان يَقولُ في رُكوعِه"، أي: إنَّه إذا ركَع يُسبِّحُ اللهَ عزَّ وجلَّ بقَولِه: "سُبحانَ ربِّيَ العظيمِ"، ويقولُ "في سُجودِه"، أي: وإذا سجَد على الأرضِ سبَّحَ بقولِه: "سُبحانَ ربِّيَ الأَعْلى"، وكان إذا "مرَّ بآيةِ رحمةٍ"، أي: الآيةِ الَّتي يُذكَرُ فيها وعدٌ بالرَّحمةِ أو المَغفِرةِ أو وصفٌ للجنَّةِ، "إلَّا وقَف عِندَها فسَأَل"، أي: يتَوقَّفُ عن القراءةِ، ثمَّ يَطلُبُ مِن اللهِ المغفرةَ والرَّحمةَ والجنَّةَ بحسَبِ ما في الآيةِ، "ولا مرَّ بآيةِ عذابٍ"، أي: الآيةِ الَّتي يُذكَرُ فيها وعيدٌ بالعذابِ، أو وصفٌ للنَّارِ، "إلَّا وقَف عِندَها فتعوَّذَ"، أي: طلَبَ مِن اللهِ أن يُنجِّيَه مِن العذابِ والنَّارِ.
وفي الحديثِ: بيانُ هَدْيِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في رُكوعِه وسجودِه وقِراءةِ القُرآنِ والوقوفِ مع معانِيه في الصَّلاةِ.