باب ما جاء في حق المرأة على زوجها1
سنن الترمذى
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخيركم خيركم لنسائهم» وفي الباب عن عائشة، وابن عباس.: «حديث أبي هريرة هذا حديث حسن صحيح»
لقد حَثَّ الإسلامُ على التخلُّقِ بالأخلاقِ الحَسنةِ، ورفَع شأنَها، وبيَّن أهميتَها ومكانتَها العُظمى، وأيضًا حثَّ على العِشرةِ الطيِّبةِ للأهلِ ومُعاملتِهم بالمعروفِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أكمَلُ المؤمنينَ إيمانًا"، أي: أكثرُهم اتِّصافًا بصِفاتِ الإيمانِ ومِن أكثرِهم تزوُّدًا مِن الطَّاعاتِ، "أحسَنُهم خُلقًا"، أي: الَّذي يَمتَثِلُ بالخلُقِ الحسَنِ بينَ النَّاسِ جميعًا، فيُحسِنُ خلُقَه مع اللهِ عزَّ وجلَّ بالرِّضا بقَضاءِ اللهِ وقدَرِه، والصَّبرِ والحَمدِ في البلاءِ، والشُّكرِ عندَ النِّعمةِ، ويكونُ حَسَنَ الخلُقِ مع النَّاسِ بكفِّ الأَذى عنهم، وطَلاقةِ الوجهِ، والإحسانِ إليهم، وبَذْلِ العَطاءِ فيهم، مع الصَّبرِ على أذاهم؛ فكمالُ الإيمانِ يُوجِبُ حُسْنَ الخُلقِ، والإحسانَ إلى النَّاسِ كافَّةً.
"وخيارُكم"، أي: أفضَلُكم وأحسَنُكم، "خيارُكم لنِسائِهم"، وفي رِوايةِ الترمذيِّ "ألْطفُهم بأهْلِه"، أي: في حُسنِ خلُقِه مَعهنَّ في المعاملَةِ والمعاشرَةِ، والمرادُ مِن النِّساءِ: أهلُه مِن النِّساءِ كزَوجتِه وبَناتِه وأخواتِه وقَريباتِه؛ لأنَّهُنَّ مَحَلُّ الرَّحْمةِ لضَعفِهنَّ.
وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في حُسنِ الخلُقِ.
وفيه: الحثُّ والتَّرغيبُ في حُسنِ مُعاملةِ النِّساءِ.
وفيه: إثباتُ أنَّ الإيمانَ يَزيدُ ويَنقُصُ .