باب ما جاء في الخطبة يوم الجمعة 5
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن أبي غنية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة
عن عبد الله، أنه سئل: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائما أو قاعدا؟ قال: أما تقرأ: {وتركوك قائما} [الجمعة: 11]؟ (3).
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلَّ أُمورِ العِباداتِ، ومِن ذلك أمْرُ الخُطبةِ في الجُمُعاتِ والأعيادِ، وكيف يقِفُ الخطيبُ، وكيف يخطُبُ، وفي هذا الحديثِ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه سُئِلَ: "أكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ قائمًا أو قاعدًا؟" فقال ابنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أَوَمَا تقرَأُ"، أي: قولَه تعالى: "{وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11]؟"، وهذه كِلماتٌ مِن سُورةِ الجُمعةِ، وفيها ما يدُلُّ على أنَّه كان يخطُبُ قائمًا، وقد صَحَّ أنَّه كان يقِفُ في المسجِدِ على جِذْعِ نَخلةٍ، ثمَّ صُنِعَ له المِنبرُ، فوقَفَ عليه للخُطبةِ، ومن حِكمةِ وقوفِ الخَطيبِ وارْتفاعِه: أنْ يراه النَّاسُ، ويكونَ مُقبِلًا على النَّاسِ بوجْهِه.
وفي صحيحِ مُسلِمٍ عن جابرِ بنِ سَمُرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يخطُبُ قائمًا، ثمَّ يجلِسُ، ثمَّ يقومُ فيخطُبُ قائمًا، فمَن نبَّأَك أنَّه كان يخطُبُ جالسًا فقد كذَبَ، فقد واللهِ صَلَّيتُ معه أكثرَ مِن ألْفَيِ صَلاةٍ"؛ فبَيَّنتِ الأحاديثُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقِفُ في خُطبتِه للجُمعِ والأعيادِ.