باب الحث على المكاسب 3
سنن ابن ماجه
حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا كلثوم بن جوشن القشيري، عن أيوب، عن نافع
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التاجر الأمين الصدوق المسلم، مع الشهداء يوم القيامة" (1).
التجارة سلاح ذو حدين, فهي عمل من الأعمال التي أباحها الله تعالى لما فيها من المصالح الخاصة والعامة, وشرع لها من الأحكام التي تحقق العدل والأمن والرخاء بين المتبايعين. فإذا عرف البائع والمشتري هذه الأحكام معرفة تامة وقام بتطبيقها على وجهها الأكمل بقدر وسعه وطاقته كتب مع الشهداء عند الله يوم القيامة.
وإن أهمل البائع والمشتري هذه الأحكام عن جهل أو عن علم حشر يوم القيامة مع هامان وأُبيِّ بن خلف لعنهما الله.
وأحكام البيع والشراء وغيرهما من المعاملات تقوم على الصدق والأمانة, فمن تحلى بهما فقد فاز بالربح الوفير في الدنيا مع البركة فيه والنفع به, فضلًا عن حب الناس له وإقبالهم عليه, واحترامهم لشخصه وسلوكه, وفاز برضوان الله تعالى في الآخرة, ومن لم يكن صادقًا ولا أمينًا فهو مع الفجار يوم القيامة, ولا يربح من تجارته في الدنيا إلا ربحًا نكدًا لا بركة فيه ولا نفع منه مهما كثر. يقول الله عز وجل في سورة المائدة (100): "قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".