باب ما جاء في الصبر على المصيبة 2
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا ثابت ابن عجلان، عن القاسم
عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقول الله سبحانه: ابن آدم، إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى، لم أرض ثوابا دون الجنة" (2).
أمَرَ الشَّرعُ الحَكيمُ بالصَّبرِ عندَ المصائبِ ابتغاءَ وجْهِ اللهِ، ووعَدَ على ذلك الأجْرَ العَظيمَ، وفي هذا الحديثِ يَروي أبو أُمامةَ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "يقولُ اللهُ سُبحانَه: ابْنَ آدَمَ إنْ صَبَرْتَ"، أي: على البَلاءِ والمُصيبةِ، "واحتسَبْتَ"، أي: الأجْرَ عند اللهِ؛ رغبةً في زيادةِ الحَسناتِ، أو بتَكفيرِ الذُّنوبِ، "عندَ الصَّدمةِ الأُولى"، أي: عندَ أوَّلِ وُقوعِ المُصيبةِ الَّتي تصدِمُ القلْبَ فجأَةً، "لم أَرْضَ لك ثوابًا دونَ الجنَّةِ"، أي: فيكونُ الجزاءُ مِن اللهِ بأحسَنَ وأعظَمَ ممَّا رغِبَ به العبدُ في صَبْرِه واحتِسابِه، أَلَا وهو نعيمُ الجنَّةِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الصَّبرِ عندِ المصائبِ مع احتسابِ الأجْرِ، وخُصوصًا عند الصَّدمةِ الأُولى.
وفيه: بيانُ أنَّ الصَّبرَ الجميلَ على الشَّدائدِ مِن أسبابِ دُخولِ الجنَّةِ( )