باب ما جاء في الصبر على المصيبة 4
سنن ابن ماجه
حدثنا الوليد بن عمرو بن السكين، حدثنا أبو همام، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثنا مصعب بن محمد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن عائشة، قالت: فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابا بينه وبين الناس، أو كشف سترا، فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر، فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم، ورجا (1) أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم، فقال: "يا أيها الناس، أيما أحد من الناس، أو من المؤمنين، أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي" (2).
قَوْله ( فَتَحَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَابًا ) أَيْ يَوْم تُوُفِّيَ كَمَا جَاءَ فِي بَعْض أَحَادِيث الْوَفَاة ( مِنْ حُسْن حَالهمْ ) مِنْ حَيْثُ اِجْتِمَاعهمْ عَلَى الْإِمَام فِي الصَّلَاة ( أَنْ يَخْلُفهُ اللَّه ) مِنْ خَلَفَهُ كَنَصَرَ إِذَا كَانَ خَلِيفَة لَهُ فِيمَنْ بَقِيَ بَعْده أَيْ رَجَاء أَنْ يَكُون اللَّه خَلِيفَة لَهُ فِي إِصْلَاح حَال الْأُمَّة بِالْوَجْهِ الَّذِي رَآهُمْ عَلَيْهِ مِنْ الِاجْتِمَاع عَلَى خَيْر ( فَقَالَ ) خَوْفًا مِنْ التَّفَرُّق مِمَّا يَلْحَقهُمْ مِنْ الْمَصَائِب بَعْده ( فَلْيَتَعَزَّ ) وَيُخَفِّف عَلَى نَفْسه مُؤْنَة تَلِك الْمُصِيبَة بِتَذَكُّرِ هَذِهِ الْمُصِيبَة الْعَظِيمَة إِذْ الصَّغِيرَة تَضْمَحِلّ فِي جَنْب الْكَبِيرَة فَحَيْثُ صَبَرَ عَلَى الْكَبِيرَة لَا يَنْبَغِي أَنْ يُبَالِي بِالصَّغِيرَةِ وَفِي الزَّوَائِد فِي إِسْنَاده مُوسَى بْن عُبَيْدَة الرَّبِذِي وَهُوَ ضَعِيف.