باب ما جاء في الهدي في المشي إلى الصلاة
حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، أن عبد الملك بن عمرو، حدثهم عن داود بن قيس، قال: حدثني سعد بن إسحاق، حدثني أبو ثمامة الحناط، أن كعب بن عجرة، أدركه وهو يريد المسجد أدرك أحدهما صاحبه، قال: فوجدني وأنا مشبك بيدي، فنهاني عن ذلك وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه، ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن يديه فإنه في صلاة»
علمنا النبي صلى الله عليه وسلم صفة الصلاة وكيفيتها وهيئتها، كما بين لنا الهيئات المنهي عنها في الصلاة، ونقل لنا الصحابة الكرام كل ذلك؛ حتى تكون الصلاة تامة وكاملة في الهيئة والثواب.
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ أحدكم للصلاة"، وفي رواية أبي داود: " ثم خرج عامدا إلى المسجد"، أي: انتهى من الوضوء بعد إسباغه وإتمامه ثم كان في طريقه إلى المسجد للصلاة، "فلا يشبك بين أصابعه" وهذا نهي عن تشبيك أصابع اليدين بعضها في بعض؛ لأنه إذا عمد إلى الصلاة، فهو في صلاة، كما في رواية أبي داود وابن حبان في صحيحه "فلا يشبك بين يديه؛ فإنه في صلاة" وعند أبي داود قال إسماعيل بن أمية: "سألت نافعا عن الرجل يصلي وهو مشبك يديه، قال ابن عمر: تلك صلاة المغضوب عليهم"، أي: هذه هيئة صلاة من غضب الله عليهم؛ لأنها هيئة لا تدل على توقير ولا تقديس لله في الصلاة
وفي الحديث: الزجر عن تشبيك الأيدي والأصابع في الصلاة
وفيه: تنزيه الصلاة عن الهيئات القبيحة التي تؤدي إلى عدم الخشوع