باب ما جاء في مداراة النساء
سنن الترمذى
حدثنا عبد الله بن أبي زياد قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة كالضلع إن ذهبت تقيمها كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها على عوج» وفي الباب عن أبي ذر، وسمرة، وعائشة.: «حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وإسناده جيد»
مُعاشرةُ الإنسانِ لأهلِه بِالمعروفِ مِمَّا أمَرَ به الإسلامُ، وقد جَبلَ اللهُ المرأةَ على طَريقةٍ تَختلِفُ عَنِ الرَّجلِ؛ فهنَّ قاصراتٌ في العُقولِ، وقاصراتٌ في الدِّينِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «المرأةُ كِالضِّلَعِ»، جمْعُه ضُّلوعُ، وهي عِظامُ الْجَنْبَينِ، فهي مِثْلُه في اعوجاجِه، والضِّلعُ لا سَبيلَ إلى إقامتِه وتعديلِه؛ لأنَّ ذلك يؤدِّي إلى كَسْرِه، فكذلك الرَّجلُ يجبُ أنْ يَعلمَ أنَّ خِفَّةَ عقلِ المرأةِ إنَّما هو بِأصلِ خِلقتِها، وأنَّ مُحاولتَه حمْلَها على جادَّةِ العقلِ غيرُ مُجديَةٍ؛ لأنَّها كالضِّلعِ لنْ تَستقيمَ إلَّا بِالكسرِ، وكَسْرُ الزوَّجةِ هو الطَّلاقُ، كما في رِوايةِ صَحيحِ مُسلمٍ؛ فلذلك إنْ أرادَ الرَّجلُ أنْ يَهنأَ ويَستمتعَ بحياتِه مع زوجتِه فإنَّه يَستمتِعُ بها على هذا العِوَجِ، فلا يَنْبغي له أنْ يَحمِلَها على عقْلِه، فلا يُكلِّفَها مُقْتضياتِ كلِّ رَأيِه، وعليه أنْ يَبْنيَ أمْرَها على العفوِ والمسامَحةِ؛ لأنَّه لا سَبيلَ إلَّا الصَّبرُ على هذا الاعوِجاجِ، فيَجِبُ الصَّبرُ عليهن والإحسانُ إليهنَّ، وحُسنُ مُعاشرتِهنَّ مع ذلك.