‌‌باب1

سنن الترمذى

‌‌باب1

حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تلجوا على المغيبات، فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم»، قلنا: ومنك؟ قال: «ومني، ولكن الله أعانني عليه فأسلم»: «هذا حديث غريب من هذا الوجه»، «وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه»، وسمعت علي بن خشرم يقول: قال سفيان بن عيينة في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ولكن الله أعانني عليه فأسلم»، يعني: أسلم أنا منه، قال سفيان: والشيطان لا يسلم، «ولا تلجوا على المغيبات»، والمغيبة: المرأة التي يكون زوجها غائبا، والمغيبات: جماعة المغيبة "
‌‌

أغلَق الإسلامُ جميعَ أبوابِ الشَّرِّ وطُرقِه؛ حِفاظًا على الأمَّةِ مِن الذُّنوبِ المُهلِكاتِ، وما يُفسِدُ المجتمَعاتِ، حتَّى منَع الرِّجالَ الأجانبَ الَّذين ليسوا بمحارِمَ مِن الدُّخولِ على الغائبِ عنها زَوجُها، كما يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحديثِ: "لا تَلِجُوا"، أي: لا تَدخُلوا على "المُغِيبَاتِ"، أي: المرأةِ الأجنبيَّةِ الَّتي يكونُ زوجُها غائبًا غيرَ موجودٍ، ثمَّ عقَّب ببيانِ سَببٍ مِن أسبابِ ذلك فقال: "فإنَّ الشَّيطانَ يَجري مِن أحدِكم مَجْرى الدَّمِ"، أي: إنَّ وساوسَ الشَّيطانِ تصِلُ إلى عقلِه وقلبِه وعُروقِه، كما أنَّ الدَّمَ يَسيرُ في جميعِ البدَنِ، "قُلْنا: ومِنك؟ "، أي: الشَّيطانُ معك هكذا أيضًا، فأجابَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "قال: ومنِّي، ولكنَّ اللهَ أعانني عليه فأسلَمَ"، أي: هو معي كما هو معكَم، لكن دخَل في الإسلامِ فلا يأمُرُني بشَرٍّ، وقيل: الشَّيطانُ لا يَدخُلُ الإسلامَ، والمعنى: أسلَمُ منه ومِن وَسْوستِه