‌‌باب2

سنن الترمذى

‌‌باب2

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان»: «هذا حديث حسن صحيح غريب»
‌‌

اعتنَى الإسلامُ بالمرأةِ بكلِّ الصُّورِ، فشرَعَ ما يحفَظُها في نفْسِها، ويحفَظُ حياءَها وكَرامتَها بينَ النَّاسِ في كلِّ الأحوالِ؛ في البيتِ والشَّارعِ؛ فبيَّنَ صِفَةَ ثِيابِها وزِينتِها، كما بيَّنَ كيفيَّةَ خُروجِها عندَ الحاجةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "المرأةُ عورةٌ" والعورةُ: كلُّ ما يُسْتحيا منه إذا ظهَرَ، والمرأةُ إذا ظهَرَت يُسْتَحيا منها، وقيل: سُمِّيت المرأةُ عورةً؛ لأنَّ مِن حَقِّها أنْ تُستَرَ، والمعنى: أنَّ المرأةَ عورةٌ يُسْتَقْبَحُ تبرُّزُها وظُهورُها للرِّجالِ الأجانبِ عنها، "فإذا خرَجَت"، أي: من منزلِها، "استشرَفَها الشَّيطانُ"، أي: تَطلَّعَ إليها الشَّيطانُ، فزيَّنَها للنَّاسِ، ورفَعَ البصرَ إليها، ووكَلَ النَّظرَ عليها؛ ليَغْوِيَها أو يغوِيَ بها غيرَها، فيُوقِع أحدَهما، أو كليْهما في الفتنةِ. ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المُرادُ بالشَّيطانِ أهْلَ الفُسوقِ والخِيانةِ، وسمَّاهم به على التَّشبيهِ، بمعنى: أنَّهم إذا رأوْها بارِزةً استشرَفُوها، وطمَحوا بأبصارِهم نحوَها، ولكنَّه أسنَدَ الفِعْلَ إلى الشَّيطانِ لمَّا أُشْرِبوا في قُلوبِهم الفُسوقَ، وتجارَى بهم الفجورُ، ففعَلوا ما فعَلوا، بإغواءِ الشَّيطانِ وتسويلِه.
وفي الحديثِ: التَّحرُّزُ للمرأةِ في خُروجِها من بيتِها، فلا تخرُجُ إلَّا كما أمَرَها الشَّرعُ.
وفيه: التَّحذيرُ من كشْفِ العوراتِ.