باب ما جاء إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء
عن عبد الله بن الأرقم، قال: أقيمت الصلاة فأخذ بيد رجل فقدمه، وكان إمام قومه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء»، وفي الباب عن عائشة، وأبي هريرة، وثوبان، وأبي أمامة، «حديث عبد الله بن الأرقم حديث حسن صحيح» هكذا روى مالك بن أنس، ويحيى بن سعيد القطان، وغير واحد من الحفاظ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقم، وروى وهيب، وغيره، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن رجل، عن عبد الله بن الأرقم " وهو قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، وبه يقول أحمد، وإسحاق، قالا: لا يقوم إلى الصلاة وهو يجد شيئا من الغائط والبول، وقالا: إن دخل في الصلاة فوجد شيئا من ذلك، فلا ينصرف ما لم يشغله " وقال بعض أهل العلم: لا بأس أن يصلي وبه غائط أو بول ما لم يشغله ذلك عن الصلاة
الخُشوعُ والتَّدبُّرُ يَجْعلانِ المُسْلِمَ يُقْبِلُ بقَلْبِه على رَبِّه في صَلاتِه، ولا يَنْشَغِلُ قَلْبُه إلا بالذِّكْرِ والدَّعاءِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ الأَرْقمِ: إنَّهُ "خَرَج حاجًّا، أو مُعْتمِرًا ومعَه النَّاسُ وهو يُؤُمُّهم، فلمَّا كان ذاتَ يومٍ أقام الصَّلاةَ"، وهي "صلاةُ الصُّبْحِ، ثُمَّ قال: لِيَتقدَّمْ أَحَدُكم" إمامًا للنَّاسِ في الصَّلاةِ، "وذَهَب إلى الخلاءِ"؛ ليَقْضيَ حاجتَه، ثُمَّ أخْبَر النَّاسَ بما سَمِعَه مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: "إنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: إذا أراد أحَدُكم أنْ يذْهَبَ الخَلاءَ وقامتِ الصَّلاةُ، فليبدأْ" أوَّلًا "بالخَلاءِ"؛ وذلك لأنَّهُ إذا دَخَل في الصَّلاةِ وهو حاقِنٌ لا يكونُ قَلْبُه مُتفرِّغًا للصَّلاةِ، فيكونُ مُنْشغِلًا بما لا يَنْبغي.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على عَدَمِ انْشِغالِ البالِ في الصَّلاةِ بأيِّ شيءٍ خارِجٍ عنها.
وفيه: حِرْصُ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على تَنْفيذِ أحاديثِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.