باب من أكل حتى شبع
بطاقات دعوية
عن عائشة رضي الله عنها: توفى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين شبعنا من الأسودين التمر والماء.
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكثَرَ النَّاسِ زُهدًا في الدُّنيا مَع استِطاعَتِه تَملُّكَها، بَلْ تَملَّكَ بَعضًا مِنها في أوقاتٍ لَكنْ لَمْ يُبقِها في يَدِه، بَل كانَ أجْوَدَ مِنَ الرِّيحِ المُرسلَةِ.
وفي هذا الحَديثِ تَقولُ أمُّ المُؤمِنينَ عائشَةُ رَضِي اللهُ عَنها: «تُوُفِّي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ شَبِعنا مِنَ الأسوَدينِ: التَّمرِ والماءِ»، فَكأنَّهُم لَمْ يَشبَعوا قبْلَ وَفاتِه بِمُدَّةٍ، بَل كانَ الشِّبَعُ قَريبًا مِن وَفاتِه، وسُمِّيَ التَّمرُ والماءُ بالأسوَدَينِ مِن بابِ التَّغليبِ تغليًبا لِلَونِ التَّمرِ، مِثلُ إطلاقِ العُمَرَيْنِ على أبي بَكرٍ وعُمرَ رَضِي اللهُ عنهما.
وفي حديثٍ آخَرَ في صحيحِ البُخاريِّ عن أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: «لَمَّا فُتِحَت خَيبرُ قُلْنا: الآن نَشبَعُ مِنَ التَّمرِ»؛ وذلك قَبلَ مَوتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثَلاثِ سِنينَ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ ما كان عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأهلُه مِن الصَّبرِ على شِدَّةِ الحالِ والزَّهادةِ في الدُّنيا، مع أنَّ اللهَ فتَحَ عليه الفُتوحَ، ولكنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأهلَه آثَروا الآخِرَةَ على الدُّنيا.
وفيه: الصَّبرُ عَلى ضيقِ المَعيشةِ.