باب من استرقى من العين2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد، عن الجريري، عن أبي نضرة
عن أبي سعيد، قال: كان رسول الله يتعوذ من عين الجان وأعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان، أخذهما وترك ما سوى ذلك (1)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يتعوَّذُ باللهِ مِن كلِّ سوءٍ وشرٍّ، ويُعلِّمُ أصحابَه الأدعيَةَ والرُّقى الشَّرعيَّةَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو سعيدٍ رضِيَ اللهُ عَنه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يتعوَّذُ مِن الجانِّ وعينِ الإنسانِ"، أي: يقولُ: أعوذُ باللهِ مِن الجانِّ، وعينِ الإنسانِ، وهو الحسَدُ، "حتَّى نزَلَتِ المعوِّذتان"، أي: أنزَل اللهُ تعالى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، "فلمَّا نزَلَتا"، أي: سُورَتا الفَلقِ والنَّاسِ، "أخَذ بهما وترَك ما سِواهما"، أي: أصبَحتا تُغْنيانِه عن كلِّ لفظٍ كان يَستعيذُ به، وهما مُتضمِّنَتاه، والصَّحِيحُ أنَّ المُعوِّذَتينِ مِن السُّورِ المدنيَّةِ.
وفي الصَّحيحَينِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "كان إذا اشتَكى قرَأ على نفسِه بالمعوِّذتَين ويَنفُثُ، فلمَّا اشتدَّ وجَعُه كنتُ أقرَأُ عليه، وأمسَحُ عنه بيَدِه، رجاءَ برَكتِها".
وفي الحديثِ: فَضيلةُ سُورَتَيِ الفلَقِ والنَّاسِ في الاستعاذةِ مِن الجنِّ والحسَدِ والعينِ.