باب من سأل عن ظهر غنى 2
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن الصباح، أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سالم بن أبي الجعد
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي" (2).
كان النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُربِّي أصحابَه رَضِي اللهُ عنهم على معانِي العِزَّةِ والكَرامَةِ، ومِن ذلك: قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا تَحِلُّ الصَّدقةُ لِغَنِيٍّ"، أي: لا يَحِقُّ لِمَن يَملِكُ المالَ أن يَستزِيدَ مِن أموالِ الصَّدقاتِ والزَّكَوَاتِ، والمراد بالغَنِيِّ: مَن مَعَه ما يَكفِيه حاجتَه لِيَومِه، "ولا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ"، أي: القَوِيِّ صحيحِ البَدَنِ الَّذِي يَقدِرُ على العملِ وبذلِ الجهدِ لكَسبِ ما يَكفِيه مِن المالِ والقُوتِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على العملِ، والتعفُّفُ عن: سؤالِ النَّاس وطلبِ الصَّدقاتِ.
وفيه: تربيةُ النَّاسِ على العِزَّةِ، وإبعادُهم عن مَواطِنِ المَذَلَّةِ والامتِهان.