باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن قتادة
عن أنس، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدوى، ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح" (1)
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا طِيرَةَ» مِن التَّطيُّرُ، وهوَ التَّشاؤمُ، فلا يظُنَّ أحدٌ أنَّ ما جعَلَه سَببًا للتَّشاؤمِ، سَواءٌ كانَ مَخلوقًا، أو مَكانًا، أو زمانًا؛ هو السَّببُ فيما يَحدُثُ له، بلْ كلُّ شَيءٍ بقدَرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، «وخَيرُها الفَألُ»، أي: خَيرُ الطِّيَرةِ، وليسَ المعنى أنَّ في الطِّيرةِ خَيرًا، ولكنَّ المرادَ أنَّ خَيرَ تلكِ الظُّنونِ التي يَظهَرُ آثارٌ لها في الواقعِ؛ هو الفَألُ، فاستفْسَرَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عَنهم مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن مَعنى الفألِ، فقالَ لهم: «الكلِمةُ الصالِحةُ يَسمَعُها أحدُكم»، فتَجعَلُه يُحسِنُ الظَّنَّ بربِّهِ، وتَشرَحُ صَدرَهُ، وتُريحُ فؤادَه، فالفألُ يُساعِدُ الإنسانَ على السَّعيِ في قَضاءِ مُهمَّاتِه وإتمامِها.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن التَّشاؤمِ بالأحداثِ والزَّمانِ والمكانِ؛ لأنَّ كلَّ شَيءٍ بقدَرِ اللهِ.
وفيه: التَّوجيهُ إلى التَّفاؤلِ والاستِبشارِ بالكلِمة الطَّيِّبةِ.