باب من كره أن يوطأ عقباه 1
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سويد بن عمرو، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو
عن أبيه، قال: ما رئي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل متكئا قط، ولا يطأ عقبيه رجلان (3).
في هذا الحديثِ بعضُ الأمثلةِ على تواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حيث يقولُ عبدُ الله بنُ عَمْرٍو رضِيَ اللهُ عنهما: "ما رُئِيَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَأكُلُ مُتَّكِئًا"، أي: مائِلًا إلى أحدِ شِقَّيْهِ مُعتمدًا عليه وحْدَه؛ قيل: وسبب ذلك أنَّ الأَكْلَ متكئًا كان مِن دأَب المُتْرَفِين وفِعلِ المتكبِّرين، "قَطُّ"، أي: في كلِّ المرَّاتِ الَّتِي رأيناه فيها يَأكُل، "ولا يَطَأُ عَقِبَه رَجُلانِ"، أي: ولم يكن للنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن يَمشي خلفَه مِن الأتباعِ كالسُّلطانِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّواضُع؛ فالنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- معَ مكانتِه عندَ ربِّه وعندَ الأُمَّةِ كلِّها- كان مَضرِبَ المَثلِ في التَّواضُع.