باب يكبر وهو ينهض من السجدتين
بطاقات دعوية
عن سعيد بن الحارث قال: صلى لنا أبو سعيد فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - (56)
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم حَريصينَ على اتِّباعِ هَديِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كلِّ شَيءٍ، ونَقْلِه لِمَن بعْدَهم، لا سيَّما في الصَّلاةِ الَّتي هي عِمادُ الدِّينِ.
وفي هذا الحَديثِ يُوضِّحُ التابعيُّ سعيدُ بنُ الحارثِ أنَّ أبا سعيدٍ الخُدْريَّ رَضيَ اللهُ عنه كان وهو يُصلِّي بالنَّاسِ في الجَماعةِ يجهَرُ بالتَّكبيرِ حينَ يرفَعُ رأسَه مِن السُّجودِ، وحين يَسجُدُ، وحينَ يَرفَعُ، وحينَ يَقومُ مِن الرَّكعتينِ، ثمَّ أخبَر أنَّ هذه الكيفيَّةَ هي صَلاةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وزاد في روايةِ أحمدَ: فلمَّا صلَّى قيل له: قدِ اختلَف النَّاسُ على صَلاتِك، والاختِلافُ بيْنَهم كان في الجَهر بالتَّكبيرِ والإسرارِ به، فقام عندَ المِنبَرِ، فقال: إنِّي واللهِ ما أُبالي اختلَفَتْ صلاتُكم أو لم تختلِفْ، ثمَّ أخبَر أنَّ صَلاتَه رَضيَ اللهُ عنه إنَّما هيَ مِن مُتابَعتِه سُنَّةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.وفي الحديثِ: الحثُّ على التمسُّكِ بسُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى وإنِ اختلفَت مع أفعالِ النَّاسِ.
وفيه: مشروعيَّةُ التَّكبيرِ حالَ النُّهوضِ والتنقُّلِ في الصَّلاةِ.