باب قول النبى للأنصار: "أنتم أحب الناس إلي"
بطاقات دعوية
عن أنس رضي الله عنه قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء والصبيان مقبلين من عرس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ممثلا (4) (وفي رواية: ممتنا 6/ 144)، فقال:
"اللهم! أنتم من أحب الناس إلي". قالها ثلاث مرات.
الأنْصارُ همْ أهلُ المَدينةِ الَّذين نَصَروا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وآوَوْه في ديارِهم ومَن معَه مِن المُهاجِرينَ، ولهم في الإسْلامِ سابِقةٌ وأيادٍ على كلِّ المُسلِمينَ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّهم، ويُحِبُّ مَدينَتَهم، كما يُوضِّح هذا الحَديثُ، وفيه يَرْوي أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأى نِساءَ الأنْصارِ وصِبْيانَهم مُقبِلينَ مِن عُرسٍ، وهو طَعامُ وَليمةِ الزِّفافِ، فقامَ مُمثِّلًا -أي: مُنتَصِبًا قائمًا- ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهمَّ أنتُم مِن أحَبِّ النَّاسِ إليَّ»، قالها ثَلاثَ مرَّاتٍ للتَّأكيدِ على حبِّه لهم، وتَقديمُ لَفظِ «اللَّهمَّ» للتَّبرُّكِ أو للاستِشْهادِ باللهِ في صِدقِه، يعني: فاللهُ يَشهَدُ أنَّكم مِن أحَبِّ الناسِ إليَّ.
وفي الحَديثِ: فَضيلةٌ جَليلةٌ لنِساءِ الأنْصارِ وصِبْيانِهم.
وفيه: الثَّناءُ على الإنْسانِ في وَجهِه إذا لم يُخَفْ عليه فِتْنةٌ بإعْجابٍ ونَحوِه.
وفيه: شُهودُ النِّساءِ والصِّبْيانِ للأعْراسِ؛ لأنَّها شَهادةٌ لهم عليها، ومُبالَغةٌ في الإعْلانِ بالنِّكاحِ.
وفيه: مَشْروعيَّةُ القِيامِ للتَّرْحيبِ بالقادِمِ.
وفيه: بَيانُ ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ التَّواضُعِ وحُسنِ العِشْرةِ.