بقية حديث عبد الله بن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم 19
مستند احمد
حدثنا هشيم، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفى، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم،: أدخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت في عمرته؟ قال: «لا»
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يَرقُبونَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في عِباداتِه ومُعاملاتِه، وفي كُلِّ حَياتِه، ومِن ذلك مُراقَبتُهم له في الحَجِّ والعُمرةِ؛ لِيَتعلَّموا منه سُنَّتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَعمَلوا بها
وفي هذا الحَديثِ يَروي عَبدُ اللهِ بنُ أبي أوْفَى رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندَما اعتمَرَ عُمرةَ القَضاءِ سَنةَ سَبعٍ مِن الهِجرةِ قَبلَ الفَتحِ، طافَ بالبَيتِ، وصلَّى خَلفَ مَقامِ إبراهيمَ رَكعتَيْنِ، ومعه مَن يَستُرُه مِنَ النَّاسِ؛ حتى لا يَمُرُّوا أمامَه، فسَألَه رَجُلٌ: أدَخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكعبةَ في هذه العُمرةِ؟ فأجابَه ابنُ أبي أوْفَى بأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَدخُلْها في هذه العُمرةِ
فليس دُخولُ الكَعبةِ مِن مَناسِكِ الحَجِّ والعُمرةِ، ولكنْ مَن دَخَلَها فهو حَسَنٌ، ومَن لم يَدخُلْها فلا شَيءَ عليه. وقدْ وَرَدَ في حَديثٍ آخَرَ -كما في الصَّحيحَيْنِ- أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخَلَها عامَ الفَتحِ بَعدَ أنْ أخرَجَ ما فيها مِن أصنامٍ وصُوَرٍ، وصلَّى في جَوفِها