بقية حديث عقبة بن عامر الجهني 6
مستند احمد
حدثنا علي بن عاصم، قال: حدثني عبد الرحمن بن [ص:332] حرملة، عن أبي علي الهمداني، قال: صحبنا عقبة بن عامر في سفر، فجعل لا يؤمنا، قال: فقلنا له: رحمك الله، ألا تؤمنا وأنت من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أم الناس فأصاب الوقت، وأتم الصلاة فله ولهم، ومن انتقص من ذلك فعليه ولا عليهم»
إمامةُ النَّاسِ في الصَّلاةِ أمانةٌ بينَ الإمامِ وبينَ اللهِ عزَّ وجلَّ
وفي ذلك يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "مَن أمَّ النَّاسَ"، أي: كان إمامًا في صَلاةِ الجَماعةِ، "فأصابَ الوَقْتَ"، أي: وقْتَ الفَريضَةِ؛ وذلك لأنَّ الصَّلاةَ تُصلَّى في أوَّلِ وَقتِها، "فله"، أي: للإمامِ، "ولَهم"، أي: وللمَأْمومين أجرُ صَوابِه هذا، "ومَنِ انتَقَص"، أي: وإذا انتقَص الإمامُ، "مِن ذلك شيئًا"، أي: فَرضًا مِن فُروضِ الصَّلاةِ، ولم يَأتِ به على وَجهِ الصَّوابِ، "فعَلَيه"، أي: على الإمامِ الإثمُ، "ولا عَلَيهم"، أي: ولَيس على المأمومِينَ وِزرُ ما انتَقَص مِن صَلاتِه
وفي هذا الحديثِ: أنَّ على الإمامِ أن يتَحرَّى الصَّوابَ في صَلاتِه بالنَّاسِ، وإلَّا تَحمَّلَ وِزرَ ما وقَع فيه