حديث أبي موسى الأشعري 141
مستند احمد
حدثنا بكر بن عيسى قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بلج قال: حدثناه أبو بكر بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه عبد الله بن قيس، أن النبي صلى الله عليه وسلم " ذكر الطاعون فقال: وخز من أعدائكم من الجن، وهي شهادة المسلم "
في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فَناءُ أُمَّتي"، أي: موتُهم ونهايتُهم، "بالطَّعنِ" وهو القَتلُ، "والطاعونِ"، وهوَ قُروحٌ تَخرجُ في الجَسَدِ؛ فتَكونُ في المَرافقِ أوِ الآباطِ أوِ الأَيدي وسائرِ البَدنِ، ويَكونُ معه وَرَمٌ وألمٌ شَديدٌ، وقيلَ: إنَّ الطاعونَ اسمٌ لكُلِّ وَباءٍ عامٍّ يَنتَشِرُ بِسُرعةٍ، وفسَّره هنا بأنه "وخْزُ أعدائِكم مِن الجِنِّ"، أي: طَعْنُ الجِنِّ للإنْسانِ، "وفي كُلٍّ شَهادةٌ" فإذا ماتَ بسببِ ذلك يكونُ شهيدًا، فهو تبشيرٌ للأُمَّةِ بكثرةِ الشُّهداءِ فيها
قيل: المقصودُ بهذينِ النَّوعينِ مِن القَتْلِ هم طائفةٌ مِن الأُمَّةِ هي التي تموتُ بالقتلِ والشَّهادةِ والطاعونِ، وقد خصَّصها البعضُ بالصَّحابةِ؛ لأنَّ أكثرَهُم مات بالشَّهادةِ أو في الطاعونِ الذي أصابَهم في عَمْواسَ وغيرِها؛ ولأنَّ الأكثرينَ مِن الأُمَّةِ يَموتون بغيرِ ذلك، وقيل: معنى الحديثِ الدُّعاءُ لا الإخبارُ، وقد استُجيبَ في طائفةٍ، وأرادَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلِك أنْ يحصُلَ لأُمَّتِه أرفَعُ أنواعِ الشَّهادةِ، وهو القتلُ في سَبيلِ اللهِ بأيدي أعدائِهم، إمَّا مِن الإنسِ، وإمَّا مِن الجِنِّ