حديث أبي موسى الأشعري 70
مستند احمد
حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، وعبد الرحمن، عن سفيان، عن حكيم بن ديلم، عن أبي بردة، عن أبيه قال: كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم: يرحمكم الله، فكان يقول لهم: «يهديكم الله ويصلح بالكم»
خَصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ عبادَه المؤمنينَ برحمتِه
وفي هذا الحَديثِ يَروي أبو موسى الأشعريُّ رَضِي اللهُ عنه: "أنَّ اليهودَ كانوا يَتعاطَسونَ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: يَطلُبونَ العُطاسَ عن قَصْدٍ وهم بحُضورِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِنَ المعروفِ أنَّ العُطاسَ حالةٌ تَعْتَري الإنسانَ بغيرِ قصْدٍ، وهو اندفاعُ الهواءِ مِنَ الأنْفِ بعُنْفٍ وصوتٍ لعارِضٍ ما، وكانوا يَتعمَّدونَ ذلك؛ "رجاءَ أنْ يقولَ لهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَرحَمُكم اللهُ"، فهم كانوا يَتمنَّوْنَ ويُريدونَ أنْ يَنالوا بَرَكةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ودُعاءَه لهم بالرَّحمةِ؛ فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ لهم حالَ عَطْسِهم: "يَهْديكُمُ اللهُ ويُصلِحُ بالَكُمْ"، فيَدْعو لهم بالهِدايةِ إلى الإيمانِ؛ لِيَصْلُحَ لهم شأنُهم في الدُّنيا والآخرةِ
وفي الحديثِ: الدُّعاءُ لِمَن يُرجَى هِدايتُه مِن غيرِ المُسلِمينَ ما دامَ حيًّا، فإذا ماتَ على ضلالِه وكُفْرِه، فلا دُعاءَ له