حديث عبد الله بن أبي أوفى 11
مستند احمد
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان الشيباني، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو صائم، فدعا صاحب شرابه بشراب، فقال صاحب [ص:156] شرابه: لو أمسيت يا رسول الله، ثم دعاه، فقال له: لو أمسيت. ثلاثا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء الليل من هاهنا، فقد حل الإفطار» أو كلمة هذا معناها
أرشَدَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى ما ينفَعُهم من الأعمالِ، وعلَّمَها كيف تُؤدِّي هذه الأعمالَ دونَ إفراطٍ أو تَفريطٍ، كما بيَّنَ أنَّ فضْلَ اللهِ عظيمٌ، وأنَّه سبحانه يُجازي على الأعمالِ بفضْلِه وكرَمِه غيرِ المحدودِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "شَهرُ الصَّبرِ"، أي: صيامُ شَهرِ الصَّبرِ وهو رمضانُ؛ لِمَا فيه من الصَّبرِ على مَشقَّتيِ العطَشِ والجوعِ والصَّبرِ عن إتيانِ النِّساءِ في النَّهارِ، "وثلاثةُ أيَّامٍ من كلِّ شَهرٍ صَومُ الدَّهرِ"، أي: يعدِلُ ويُساوي في الثَّوابِ صِيامَ العامِ كلِّه لمَن أتى بهذا الصَّومِ بشُروطِه وآدابِه؛ وذلك أنَّ اللهَ يُعْطي بالحَسنةِ عشْرَ أمثالِها، فصيامُ ثَلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهرٍ تعدِلُ الشَّهرَ كلَّه، وبذلك يكونُ المُسلِمُ كأنَّه صام العامَ كلَّه مع صيامِه شَهرَ رمضانَ، ومَن داومَ على هذا كلَّ عامٍ؛ فكأنَّه صام دَهْرَه وعُمرَه كلَّه
وليس في هذا الحديثِ تَحديدُ ثلاثةِ أيَّامٍ بعينِها
وفي الحديثِ: بَيانُ فضْلِ الصِّيامِ
وفيه: بَيانُ تَيسيرِ اللهِ تعالى على أُمَّةِ الإسلامِ، وإعطائِه الأجْرَ العظيمَ على العَملِ اليَسيرِ