حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 118

مستند احمد

حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم 118

 حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو عشانة حي بن يومن المعافري، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ عنقه، ومنهم من يبلغ وسط فيه - وأشار بيده فألجمها فاه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير هكذا -، ومنهم من يغطيه عرقه " وضرب بيده إشارة

لقيامِ السَّاعةِ أهوالٌ شَديدةٌ، وأحداثٌ جَسيمةٌ ذَكَرَها اللهُ تَعالى في القُرآنِ الكَريمِ، وذَكَرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سُنَّتِه، ومِمَّا جاءَ مِن أهوالِ يَومِ القيامةِ أنَّ الشَّمسَ تَدنو مِنَ الأرضِ

أي: تَقتَرِبُ، وهذا مِنَ الخَوارِقِ الواقِعةِ يَومَ القيامةِ، حَتَّى يَعرَقَ النَّاسُ عَرَقًا شَديدًا مِن شِدَّةِ قُربِ الشَّمسِ مِنَ الأرضِ، وتَكونُ أحوالُ النَّاسِ في عَرَقِهم مُختَلِفةً بحَسَبِ أعمالِهم وخَطاياهم، كما جاءَ ذلك موضَّحًا في رِوايةٍ أُخرى، فمِنَ النَّاسِ مَن يَبلُغُ عَرَقُه عَقِبَيه، أي: عِندَ عَقِبِ رِجلِه، وهو مُؤَخَّرُ القدَمِ، ومِنهم مَن يبلُغُ عَرَقُه إلى نِصفِ السَّاقِ، ومِنهم مَن يَبلُغُ عَرَقُه إلى رُكبَتَيه، ومِنهم مَن يَبلُغُ العَجُزَ، أي: مُؤَخَّرَتَه، ومِنهم مَن يَبلُغُ عَرَقُه إلى الخاصِرةِ، وهيَ وسَطُ الإنسانِ، ومِنهم مَن يَبلُغُ عَرَقُه إلى مَنكِبَيه، ومِنهم مَن يَبلُغُ عَرَقُه إلى عُنُقِه، ومِنهم مَن يَبلُغُ وسَطَ فيه -وأشارَ بيَدِه فألجَمَها فاهُ، رَأيُت رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُشيرُ هَكَذا- أي: مِنهم مَن يَبلُغُ به العَرَقُ إلى فيه حَتَّى يَكونَ عَرَقُه كلجامِ الفرَسِ، ومِنهم مَن يُغَطِّيه عَرَقُه، أي: يُغَطِّي جَميعَ بَدَنِه، وضَربَ بيَدِه إشارةً، أي: إشارةً إلى تَغطيةِ جَميعِ بَدَنِه، ففي رِوايةٍ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَرَّ يَدَه فوقَ رَأسِه مِن غَيرِ أن يُصيبَ الرَّأسَ
وفي الحَديثِ بَيانُ دُنُوِّ الشَّمسِ مِنَ الأرضِ يَومَ القيامةِ
وفيه بَيانُ حالٍ مِن أهوالِ يَومِ القيامةِ، وهو عَرَقُ النَّاسِ
وفيه أنَّ أحوالَ الآخِرةِ تَختَلِفُ عن أحوالِ الدُّنيا
وفيه اختِلافُ حالِ النَّاسِ في العَرَقِ يَومَ القيامةِ حَسَبَ أعمالِهم