حديث عمار بن ياسر 6
سنن النسائي
حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، قال: صلى عمار صلاة، فجوز فيها، فسئل، أو فقيل له، فقال: «ما خرمت من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم»
يَنبَغي على المُسلِمِ إتْمامُ الصلاةِ بأرْكانِها وهَيْئاتِها وسُنَنِها، وفي كلِّ الأحْوالِ؛ فالتطْويلُ في الصلاةِ يَرجِعُ إلى حالِ المُصلِّي فَردًا إنْ أحبَّ، وأمَّا التخْفيفُ فهو شأنُ الجَماعةِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ التابِعيُّ أبو مِجْلَزٍ لاحِقُ بنُ حُمَيدٍ: "صلَّى عمَّارٌ" وهو ابنُ ياسرٍ رضِيَ اللهُ عنهما، "صلاةً، فجَوَّزَ فيها"، أي: خفَّفَ فيها معَ التَّمامِ وعَدمِ النقْصِ، "فسُئلَ- أو فقيلَ له-" عن سببِ تَخْفيفِه للصلاةِ، وهل هذا يصِحُّ فكأنَّهم أنْكَروها عليه؟ فقال عمَّارٌ رضِيَ اللهُ عنه: "ما خرَمْتُ من صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" يعني: ما ترَكْتُ من كَيفيَّةِ صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا من حيثُ القِراءةُ وإتْمامُ الأرْكانِ؛ فالتخْفيفُ لا يَعْني نُقصانَ شَيءٍ من أُمورِ الصلاةِ، ولكنْ يَأْتي المُصلِّي بما اسْتَطاعَ من ذلك دونَ إجْحافٍ بحقِّ الصلاةِ