ذكر ما يجوز شربه من الأنبذة، وما لا يجوز 10
سنن النسائي
أخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب قال: «إنما سميت الخمر لأنها تركت حتى مضى صفوها، وبقي كدرها»، وكان يكره كل شيء ينبذ على عكر
في هذا الحَديثِ يُخبِر نافعٌ مولى عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما: "أنَّه"، أي: عبدَ اللهِ بنَ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما: "كان يُنبَذُ له في سِقاءٍ الزَّبيبُ"، أي: يُنقَعُ له الزَّبيبُ في الماءِ، والزَّبيبُ: ما جُفِّفَ مِن العِنَبِ، والسِّقاءُ: إناءٌ مِن جِلْدٍ، "غُدْوةً"، أي: صَباحًا، "فيشرَبُه مِن اللَّيلِ"، أي: يشرَبُ ما نُقِعَ له في الصَّباحِ ليلًا، "ويُنبَذُ له عَشيَّةً"، أي: وقتَ العِشاءِ، وهو مِن المغربِ إلى دُخولِ العَتَمةِ، "فيشرَبُه غُدْوةً"، أي: ويشرَبُ ما نُقِعَ له ليلًا في الصَّباحِ، "وكان"، أي: ابنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما، "يَغسِلُ الأسقيَةَ"، أي: عند كلِّ نَقْعةٍ جديدةٍ؛ تنظيفًا لها مِن آثارِ النَّبيذِ القديمِ، "ولا يجعَلُ فيها دُرْدِيًّا ولا شيئًا"، أي: يُزيلُ بغَسيلِها كلَّ أثَرٍ قد يكونُ سببًا في تحويلِ النَّقْعِ إلى خَمرٍ، والدُّرْدِيُّ: ما يَركُدُ في أسفلِ كلِّ مائعٍ؛ كالأشربةِ، والأدهانِ، قال نافعٌ: "فكنَّا نشرَبُه مِثْلَ العسَلِ"، أي: نبيذُ الزَّبيبِ مِثْلُ العسَلِ في حلاوتِه قبل أن يتغيَّرَ طَعْمُه
ومَدارُ الأمِرِ في النَّبيذِ وكلِّ ما يُنقَعُ أنه يُختَبَرُ قَبل شرْبِه، فإنْ كان قد تَغيَّر بما يؤُدِّي للسُّكر فلا يُشربُ، بل يُلْقى
وفي الحديثِ: بيانُ احتياطِ ابنِ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما بغَسْلِه ما تبقَّى مِن آثارِ النَّبيذِ؛ سدًّا للذَّرائعِ