ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل 1
سنن النسائي
أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا محمد بن جحادة، قال: حدثني أبو حصين، أن ذكوان، حدثه أن أبا هريرة، حدثه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال: «لا أجده، هل تستطيع إذا خرج المجاهد تدخل مسجدا فتقوم لا تفتر، وتصوم لا تفطر؟» قال: من يستطيع ذلك
الجِهادُ لا يُساويهِ شَيءٌ مِن الأعمالِ؛ فهو ذِروةُ سَنامِ الإسلامِ، به يُعِزُّ اللهُ المُسلِمين، ويُمكِّنُ في الأرضِ للمُوحِّدين
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رجُلًا جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسَأَلَه عن عمَلٍ يُساوي الجهادَ في الأجْرِ والمنزلةِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا أجِدُه»، أي: لا عمَلَ يَعدِلُ الجهادَ، ثمَّ سَأَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَستطيعُ أنْ تَدخُلَ المسجدَ مِن وَقْتِ خُروجِ المُجاهِدِ، فتُصلِّيَ ولا تَفتُرُ أو تَمَلَّ، وتَصومَ النَّهارَ ولا تُفطِرَ؟ فقال السَّائلُ: ومَن يَستطيعُ مُواصَلةَ الصَّلاةِ والصِّيامِ دائمًا وأبدًا؟! ولا شكَّ أنَّ ذلك أمرٌ لا يَستطيعُه أحَدٌ
قال أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه مُبيِّنًا فضْلَ الجِهادِ وثَوابَه: «إنَّ فرَسَ المجاهدِ ليَستَنُّ في طِوَلِه»، أي: يَذهَبُ ويَجيءُ في مرَحٍ ونَشاطٍ وهو مَربوطٌ في حَبْلِه، «فيُكتَبُ له حسَناتٍ»، فالحاصلُ أنَّ أجرَ المجاهِدِ في جَميعِ حالاتِه -مِن تَقلُّبِه في تَصرُّفاتِه؛ ومِن أكْلِه ونَومِه، وبَيعِه وشِرائِه لِمَا يَحتاجُهُ- كأجْرِ المُثابرِ على الصَّومِ والصَّلاةِ، وتِلاوةِ كِتابِ اللهِ، الَّذي لا يَفتُرُ، وقَليلٌ مَن يَقدِرُ عليه
وفي الحديثِ: فضْلُ الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ والتَّرغيبُ فيه