مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه171
مسند احمد
حدثنا يحيى، عن أسامة، قال: حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أصاب المسلم من مرض ولا وصب، ولا حزن، حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عز وجل عنه من خطاياه " (3)
وفي هذا الحَديثِ تَقولُ أمُّ العَلاءِ عمَّةُ حِزامِ بنِ حَكيمِ بنِ حِزامٍ: "عادَني"، أي: زارَني "رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم وأنا مريضةٌ"، ثُمَّ بشَّرَها بما هي فيه، "فقال: أبشِري يا أمَّ العلاءِ؛ فإنَّ مرَضَ المسلِمِ يُذهِبُ اللهُ به خَطاياه"، أي: تُغفَرُ ذُنوبُ المسلِمِ بسبَبِ مرَضِه، وضَرَب صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم مَثلًا لذلك، فقال: "كما تُذهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهبِ والفِضَّةِ"، والخبَثُ هو ما يقَعُ مِن الذَّهبِ والفِضَّةِ مِن شَوائِبَ إذا أُذيبَا بالنَّارِ، وكأنَّ المُسلِمَ يُنقَّى ويُطهَّرُ مِن ذُنوبِه بالمرَضِ كما يُنقَّى الذَّهبُ والفِضَّةُ مِن شَوائبِهِما بالنَّارِ.
وفي الحديث: عِيادةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه، وزِيارتُه لهم، وتَفقُّدُه لأحوالهم، ودُعاؤُه لهم، وتَبشيرُهم بالخيرِ، وهذا من حُسنِ عِشرته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.