حدثنا محمد بن جعفر، غندر، (1) حدثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول " (2)
للأذانِ بالصَّلاةِ وللمُؤذِّنِينَ فَضلٌ كَبيرٌ عند اللهِ تعالَى، وحتى لا يُحرَمَ المستَمِعُ مِن هذا الأجرِ فقدْ أُمِرَ أنْ يُرَدِّدُه وراءَ المؤذِّنِ، كما في هذا الحَديثِ، حيثُ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إذا سَمِعْتُمُ النِّداءَ» والمرادُ به الأذانُ للفرائضِ الخَمسِ، «فقُولوا مِثْلَ ما يقولُ المُؤَذِّنُ»، فعلَى المستَمِعِ أنْ يقولَ كلماتِ الأذانِ بمِثلِ ما يقولُ المؤذِّنُ؛ وقد عَلَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيف نقولُ ذلك؛ ففي صَحيحِ مُسلِمٍ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إذا قال المؤذِّنُ: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، فقال أحَدُكم: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، ثمَّ قال: أشهَدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، قال: أشهَدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، ثمَّ قال: حَيَّ على الصَّلاةِ، قال: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ثمَّ قال: حَيَّ على الفَلاحِ، قال: لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، ثمَّ قال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، قال: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ، ثمَّ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ، مِن قَلبِه؛ دخَلَ الجنَّةَ»، فبيَّنَ أنَّ جَزاءَ ترديدِ الأذانِ خلْفَ المؤَذِّنِ يَكونُ سببًا لدُخولِ الجنَّةِ.