مسند أبي هريرة رضي الله عنه 48
مسند احمد
حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رآني في [ص:88] المنام، فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي - وقال ابن فضيل مرة: يتخيل بي -، وإن رؤيا العبد المؤمن الصادقة الصالحة، جزء من سبعين جزءا من النبوة "
بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لم يَبْقَ مِن النُّبوَّةِ بعدَ انقطاعِ الوحيِ إلَّا مُبشِّراتٌ تَتمثَّلُ في رُؤًى يَراها المُؤمِنون، فيَستبشِرون بها أو يَحْذَرون
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "مَن رآني في المنامِ فقدْ رآني؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يَتمثَّلُ بي"، أي: مَن رآني في المنامِ على الهيئةِ والوصْفِ المعروفِ، فإنَّه يكونُ قدْ رآهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حقيقةً؛ لأنَّ الشَّيطانَ لا يُمكِنُه التَّشبُّهُ بِصُورتِه، وهذا مِن حِفْظِ اللهِ لِنبيِّه حتَّى بعدَ مَوتِه، "وقال: رُؤيَا المُسلِمِ جُزءٌ مِن ستَّةٍ وأربعينَ جُزءًا مِن النُّبوَّةِ"، أي: إنَّ النُّبوَّةَ قد قُسِّمَت سِتًّا وأربعينَ جُزءًا، وجُعِلَتِ الرُّؤى جُزءًا مِن تلك الأجزاءِ، فالرُّؤى للعِبادِ بمَثابةِ الوحيِ الَّذي يُوحِي اللهُ به إلى أنبيائِه، وهي تَختلِفُ باختلافِ مَراتبِ الأشخاصِ في الكَمالِ والنَّقصِ وما بيْنهما