مسند أبي هريرة رضي الله عنه 767

مسند احمد

مسند أبي هريرة رضي الله عنه 767

حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: «إني لأرجو إن طالت بي حياة أن أدرك عيسى ابن مريم، فإن عجل بي موت، فمن أدركه منكم فليقرئه مني السلام»

مِن أركانِ الإيمانِ: الإيمانُ باليَومِ الآخِرِ، وذلك يَتَضَمَّنُ الإيمانَ بما يَكونُ في ذلك اليَومِ مِنَ الأهوالِ والأحوالِ التي فيها تَتَغَيَّرُ مَعالمُ هذا الكَونِ، وإنَّ مِنَ الأُمورِ المُتَعَلِّقةِ باليَومِ الآخِرِ الإيمانَ بأشراطِ السَّاعةِ، أي: عَلاماتِ يَومِ القيامةِ؛ فإنَّ السَّاعةَ لا تَقومُ حَتَّى تَظهَرَ عَلاماتٌ بَيَّنَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِن تلك العَلاماتِ نُزولُ عيسى بنِ مَريَمَ عليه السَّلامُ مِنَ السَّماءِ. وفي هذا الحَديثِ يَتَمَنَّى أبو هرَيرةَ أن تَطولَ به الحَياةُ حتَّى يُدرِكَ زَمَنَ عيسى، فيَقولُ: إنِّي لأرجو إن طالت بي حَياةٌ، أي: طال به العُمرُ، أن أُدرِكَ عيسى بنَ مَريَمَ عليه السَّلامُ، أي: أُدرِكَ زَمَنَ نُزولِه مِنَ السَّماءِ، فإن عَجِلَ بي مَوتٌ، أي: فإذا جاءَني المَوتُ قَبلَ نُزولِ عيسى، فمَن أدرَكَه فليُقرِئْه مِنِّي السَّلامَ، أي: مَن أدرَكَ زَمَنَ نُزولِ عيسى فليُبَلِّغْ سَلامي لعيسى بنِ مَريَمَ. وورَدَ هذا الحَديثُ مَوقوفًا على أبي هرَيرةَ، وجاءَ أيضًا مَرفوعًا، أي: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو الذي تَمَنَّى ذلك
وفي الحَديثِ إثباتُ نُزولِ عيسى عليه السَّلامُ
وفيه مَشروعيَّةُ تَبليغِ السَّلامِ للغائِبِ