مسند أبي هريرة رضي الله عنه 920
مسند احمد
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأى عيسى ابن مريم عليه السلام رجلا يسرق، فقال له عيسى: سرقت؟ قال: كلا والذي لا إله إلا هو، قال عيسى: آمنت بالله، وكذبت عيني "
شَأنُ الحلِفِ باللهِ عزَّ وجلَّ عَظيمٌ، ولا يَعرِفُ قِيمتَه إلَّا مُؤمنٌ عارفٌ برَبِّه، ولا يَتَهاوَنُ به إلَّا ضَعيفُ الإيمانِ، جاهلٌ بقَدْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ وقُدْرَتِهِ
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعظيمَ نَبيِّ اللهِ عِيسى عليه السَّلامُ للحلِفِ باللهِ تعالَى؛ فإنَّ عِيسى عليه السَّلامُ لَمَّا رَأى رجُلًا يَسرِقُ، سَأَله مُنكِرًا عليه: أسرَقْتَ؟ فحلَفَ الرَّجُلُ أنَّه لم يَسرِقْ، فقال عِيسى عليه السَّلام: آمَنْتُ باللهِ، وكذَّبْتُ عيني، وهذا مِن المبالَغةِ في تَصديقِ الحالفِ، ولم تَكذِبْ عَينُه حقيقةً، ومعناه: صدَّقْتُ مَن حلَفَ باللهِ، وكذَّبْتُ ما ظَهَر مِن ظاهرِ السَّرقةِ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ الرَّجلُ أخَذ ما له فيه حقٌّ، أو يكونَ صاحبُ الشَّيءِ المسروقِ قدْ أذِنَ له في أخْذِه، أو أنَّه رآهُ مَدَّ يَدَه إلى الشَّيءِ فظَنَّ أنَّه سَرَقه، فلمَّا حَلَف له رَجَع عن ظنِّه